روائع مختارة | روضة الدعاة | الدعاة.. أئمة وأعلام | حبر الأمة وترجمان القرآن.. عبد الله بن عباس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > الدعاة.. أئمة وأعلام > حبر الأمة وترجمان القرآن.. عبد الله بن عباس


  حبر الأمة وترجمان القرآن.. عبد الله بن عباس
     عدد مرات المشاهدة: 20767        عدد مرات الإرسال: 0

اسمه وشرف نسبه: هو حَبْر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم رسول الله

ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، وكان ابن ثلاث عشرة سنة إذ تُوفِّي رسول الله

كان أبيض طويلاً مشربًا صفرة، جسيمًا وسيمًا، صبيح الوجه، فصيحًا.

علمه الغزير ومجالسه:

قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: كان ابن عباس t قد فات الناس بخصال: بعلم ما سبقه، وفقه فيما احتيج إليه من رأيه وحلم ونسب ونائل، وما رأيت أحدًا كان أعلم بما سبقه من حديث رسول الله منه، ولا بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان منه.

ولا أفقه في رأي منه، ولا أعلم بشعر ولا عربية ولا بتفسير القرآن ولا بحساب ولا بفريضة منه، ولا أثقب رأيًا فيما احتيج إليه منه، ولقد كان يجلس يومًا ولا يذكر فيه إلا الفقه، ويومًا التأويل، ويومًا المغازي، ويومًا الشعر، ويومًا أيام العرب، ولا رأيت عالمًا قَطُّ جلس إليه إلا خضع له، وما رأيت سائلاً قط سأله إلا وجد عنده علمًا.

وعن أبي صالح قال: لقد رأيت من ابن عباس مجلسًا لو أن جميع قريش فخرت به لكان لها به الفخر؛ لقد رأيت الناس اجتمعوا حتى ضاق بهم الطريق، فما كان أحد يقدر على أن يجيء ولا يذهب.

ليلة في بيت النبي:

عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه قال: أمرني العباس t قال: بِتْ بآل رسول الله ليلة. فانطلقت إلى المسجد، فصلى رسول الله العشاء الآخرة حتى لم يبق في المسجد أحد غيره. قال: ثم مر بي فقال: "من هذا؟ " فقلت: عبد الله. قال: "فمه؟ " قلت: أمرني أبي أن أبيت بكم الليلة.

قال: "فالْحِقْ". فلما دخل قال: "افرشوا لعبد الله". قال: فأتيت بوسادة من مسوح. قال: وتقدم إليَّ العباس أن لا تنامَنَّ حتى تحفظ صلاته. قال: فقدم رسول الله فنام حتى سمعت غطيطه. قال: ثم استوى على فراشه، فرفع رأسه إلى السماء فقال: "سبحان الملك القدوس" ثلاث مرات، ثم تلا هذه الآية من آخر سورة آل عمران حتى ختمها: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}.

ثم قام فبال، ثم استنَّ بسواكه، ثم توضأ، ثم دخل مصلاه فصلى ركعتين ليستا بقصيرتين ولا طويلتين. قال: فصلى ثم أوتر، فلما قضى صلاته سمعته يقول: "اللهم اجعل في بصري نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في لساني نورًا.

واجعل في قلبي نورًا، واجعل عن يميني نورًا، واجعل عن شمالي نورًا، واجعل أمامي نورًا، واجعل من خلفي نورًا، واجعل من فوقي نورًا، واجعل من أسفل مني نورًا، واجعل لي يوم القيامة نورًا، وأعظم لي نورًا".

تربية النبي له:

عن ابن عباس t قال: أهدي إلى النبي بغلة، أهداها له كسرى، فركبها بحبل من شعر ثم أردفني خلفه، ثم سار بي مليًّا، ثم التفت فقال: "يا غلام". قلت: لبيك يا رسول الله. قال: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك.

تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، قد مضى القلم بما هو كائن، فلو جهد الناس أن ينفعوك بما لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهد الناس أن يضروك بما لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه.

فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل، فإن لم تستطع فاصبر؛ فإن في الصبر على ما تكرهه خيرًا كثيرًا، واعلم أن مع الصبر النصر، واعلم أن مع الكرب الفرج، واعلم أن مع العسر اليسر".

حرصه على اتباع سنة رسول الله:

عن ابن عباس t أنه طاف مع معاوية t بالبيت، فجعل معاوية t يستلم الأركان كلها، فقال له ابن عباس t: لمَ تستلم هذين الركنين، ولم يكن رسول الله يستلمهما؟ فقال معاوية t: ليس شيءٌ من البيت مهجورًا. فقال ابن عباس: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]. فقال معاوية t: صدقت.

ومن مناقبه:

أثنى عليه النبي قائلاً: "وإن حبر هذه الأمة لعبد الله بن عباس".

وقد أثنى عليه عدد من الرجال، منهم عمر بن الخطاب t الذي يقول عنه: "ذلك فتى الكهول، له لسان سئُول، وقلب عقول".

وقال القاسم بن محمد t: "ما سمعت في مجلس ابن عباس باطلاً قط، وما سمعت فتوى أشبه بالسنة من فتواه".

وفي مجلس الفاروق:

عن ابن عباس t قال: كان عمر بن الخطاب t إذا دعا الأشياخ من أصحاب محمد دعاني معهم، فدعانا ذات يوم أو ذات ليلة فقال: إن رسول الله قال في ليلة القدر ما قد علمتم؛ فالتمسوها في العشر الأواخر، ففي أي الوتر ترونها؟

فقال بعضهم: تاسعه. وقال بعضهم: سابعه، وخامسه، وثالثه. فقال: ما لك يابن عباس لا تتكلم؟ قلت: إن شئت تكلمت. قال: ما دعوتك إلا لتكلم. فقال: أقول برأي؟ فقال: عن رأيك أسألك. فقلت: إني سمعت رسول الله: 

"إن الله تبارك وتعالى أكثر ذكر السبع، فقال: السموات سبع، والأرضون سبع، وقال: {ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 26، 31].

فالحدائق ملتف، وكل ملتف حديقة، والأَبّ ما أنبتت الأرض مما لا يأكل الناس". فقال عمر t: أعجزتم أن تقولوا مثل ما قال هذا الغلام الذي لم تستوِ شئون رأسه؟! ثم قال: إني كنت نهيتك أن تكلم، فإذا دعوتك معهم فتكلم.

ومن أقواله:

عن ابن عباس t قال: إذا أتيت سلطانًا مهيبًا تخاف أن يسطو بك، فقل: الله أكبر، الله أكبر من خلقه جميعًا، الله أعز مما أخاف وأحذر، أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو، الممسك السموات السبع أن تقعن على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس، إلهي كن لي جارًا من شرهم، جل ثناؤك، وعز جارك، وتبارك اسمك، ولا إله غيرك. ثلاث مرات.

وله أقوال كثيرة في الحكمة والنصيحة منها: "خذ الحكمة ممن سمعت؛ فإن الرجل يتكلم بالحكمة وليس بحكيم، فتكون كالرمية خرجت من غير رامٍ".

وفاتـه:

مات عبد الله بن العباس بالطائف سنة ثمانٍ وستين، وهو ابن إحدى وثمانين سنة.

لمصدر: منتدى ضي العيون - من قسم: قصص الأنبياء وسيرة اصاحبه الكرام